2007/01/23

حربهم وحربنا

رغم أني لست لا شيعياً ولا لبنانياً ولا حتى من الشرق الأوسط كي أتبنى الدفاع عن نصر الله وحزب الله وانتصاره أو هزيمته، فإنني بالمقابل أود أن أتحدث عن الطرف الآخر في الصراع أي إسرائيل. "إذا كان عقلي ينفعني" ، كما نقول ، فإن إسرائيل هي عدونا كعرب بحكم احتلالها لأرض فلسطيبن وتهجير وتقتيل وإبادة أهلها. وقد ارتكبت العديد من المدابح في حق الفلسطينيين واللبنانيين. وخرقت العديد من قرارات مجلس الأمن الدولي والعديد من الاتفاقيات الدولية لاجئة دائماً إلى القوة ومستعملة لها بإفراط ضد أطفال الحجارة وضد المدنيين العزل عبر تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي. وعندما يكون هناك طرف عربي يقاوم أو يحارب إسرائيل فإن ذلك في جميع الأحوال يكون بسبب القضية الفلسطينية التي هي قضية العرب كلهم. وإنني لا أجد داعياً للوم أي طرف عربي يعادي إسرائيل أو يحاربها لأن إسرائيل، كما يشهد عليها التاريخ ويشهد عليها المراقبون من مختلف دول العالم، عدوانية ولا تلتزم بتطبيق اتفاقات السلام ولذلك فهي تضع حتى الدول العربية المعتدلة مثل مصر والأردن في مواقف حرجة. إننا عندما نتوجه باللوم إلى حماس أو الجهاد الإسلامي أو حزب الله بسبب مواقفهم المتشددة من العدو الصهيوني وعدم اعترافهم به تقابلنا إسرائيل بسياسة فرق تسد معتبرة اعتدالنا ظعفاً وانحيازاً وموافقة على عدوانها ضد إخواننا الفلسطينيين واللبنانيين من المتطرفيين الإسلاميين. فما ذا عسانا نفعل نحن المؤمنون بالحوار والسلام والديمقراطية؟ هل نعطي الإشارة لإسرائيل كبلد ديمقراطي بأننا معها ضد إخواننا؟ هذا ليس صحيحا بكل المقاييس. إخواننا في حماس والجهاد الإسلامي وحزب الله وغيرهم من التيارات الإسلامية تفهم الصراع بطريقتها التي لانتفق معها لكن علينا أن نعرف كيف نفرق بين من نختلف معهم في الرأي وفي الأساليب وبين أعداء لنا أتبث الواقع بأن صراعنا معهم مرير وطويل الأمد ولن يحل بالطرق السلمية وحدها فحتى قوة التفاوض مبنية على موازن القوى التي لن تكون في صالح قضيتنا إن أخذنا نتهم بعضتا البعض بالتشدد أو الاعتدال أو الاستسلام وحتى الخيانة حسب المواقع.

ليست هناك تعليقات: